القيروان: مشكلة مادة المرجين تتجدّد.. ومنتدى الحقوق الاجتماعية يحذّر
عمد عدد من أصحاب الشاحنات المحمّلة بمادة "المرجين" إلى سكبها بصفة عشوائية جانب الطرقات والأراضي، وذلك بعد نقلها من معاصر الزيتون، حيث رصدت كاميرا "موزاييك" كميات مهمّة على طول الطريق الرابطة بين معتمدتي منزل المهيري وبوحجلة.
من جهة أخرى، أصدر قسم العدالة البيئية والمناخية بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مكتب القيروان، اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، بيانا، أكّد فيه متابعته منذ انطلاق موسم جني الزيتون في شهر أكتوبر المنقضي، بانشغال تام، لكيفية التعامل مع ملف مصبات مادة "المرجين" لما تمثله من خطر على البيئة وصحة المتساكنين، بدءًا من الروائح الكريهة وتلوّث الهواء، وصولاً إلى الأضرار الجسيمة التي تلحق بالتربة والمائدة المائية نتيجة تسرب مادة "المرجين" التي تحتوي على مواد مركزة وخطرة.
وأضاف المنتدى أنّ هذه المصبات رغم خطورتها على البيئة، فإنّ السلط الجهوية والمحلية لم تعطها العناية الكافية ولم تتناول الملف بجدية إلاّ في مناسبتين، الأولى كانت بتاريخ 23 أوت 2024، حيث تمّ عقد اجتماع بإشراف المعتمد الأول المكلف بتسيير شؤون ولاية القيروان، وشدد فيه على ضرورة التسريع بإيجاد حلول لكيفية التصرف في مادة المرجين قبل انطلاق موسم جني الزيتون، أما الثانية فكانت بتاريخ 5 ديسمبر 2024، أيّ بعد مرور أكثر من شهر ونصف عن انطلاق الموسم، وقد تمّ تقييم وضعية المصبات ومدى جاهزيتها للاستغلال مع اقتراح نفس توصيات كلّ موسم التي لم تحترم سابقا وخاصة فيما يتعلق بتهيئة المصبات ومنع نقل مادة المرجين خلال ساعات الليل من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة السابعة صباحا.
وقام المنتدى بالتواصل مع اللجنة الاستشارية الجهوية للمصبات بخصوص الإجراءات المزمع اتّخاذها في علاقة بمصب اللبية بمعتمدية بوحجلة ومصب الشوايحية بمعتمدية الشراردة منذ انطلاق موسم الجني، وجاء ردّ اللجنة بتاريخ 15 نوفمبر 2024، بأنه لم يتم اتخاذ أي قرارات في شأن المصبات وذلك في انتظار إتمام المعاينات الميدانية التي تقوم بها اللجنة الفنية المكلفة بمراقبة مصبات المرجين وفق نص البيان.
وذكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مكتب القيروان، أنّ الحقّ في بيئة سليمة ومتوازنة هو حق أساسي ودستوري وأنّ على الدولة التصدي لكلّ مظاهر التلوث. وأكد أهمية التحضير المسبق لموسم جني الزيتون وحسن التصرف في مادة المرجين وتهيئة المصبات قبل انطلاق موسم الجني لتجنب السكب العشوائي المتواصل لمادة المرجين في الطرقات والأراضي الفلاحية مما يشكل تعديا صارخا على حقوق الفلاحين البيئية وتهديدا لسلامة مستعملي الطرقات.
وشدد في البيان على ضرورة الالتزام بتنفيذ القرارات الصادرة عن السلطة الجهوية، ورفض الجلسات الشكلية التي لا تفضي إلى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ القرارات المتعلقة بتهيئة المصبات والتخلي عن سياسة الأمر الواقع التي تبرر فتح المصبات العشوائية بحجة غياب البدائل. و يحذر من التهاون المتكرر في التعاطي مع ملف المرجين، وذلك في غياب التهيئة المسبقة لاستغلال المصبات وفق الضوابط القانونية بتعلة غياب بدائل عن السكب العشوائة.
ودعا المنتدى إلى اتخاذ إجراءات ناجعة وملزمة لضمان تطبيق القانون والحفاظ على صحة المواطنين، وحقهم في بيئة سليمة وطالب الوكالة الوطنية لحماية المحيط بالتدخل العاجل في إطار صلاحياتها من أجل وقف الاستغلال غير القانوني لمصبات المرجين.
خليفة القاسمي